Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

حركة التاريخ وسننه عند علي وفاطمة عليهما السلام

By الحسني, نبيل, السيد

Click here to view

Book Id: WPLBN0003972080
Format Type: PDF eBook:
File Size: 2.33 MB
Reproduction Date: 10/2/2009

Title: حركة التاريخ وسننه عند علي وفاطمة عليهما السلام  
Author: الحسني, نبيل, السيد
Volume:
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, السيرة
Collections: History, Authors Community, Religion, Literature, Most Popular Books in China, Favorites in India
Historic
Publication Date:
2009
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

نبيل الحسني, B. ا. (2009). حركة التاريخ وسننه عند علي وفاطمة عليهما السلام. Retrieved from http://gutenberg.us/


Description
لكي نضع أيدينا على تطور الوعي التاريخي عند العرب فلابد أن ندرك دور القرآن وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تدريس هذا العلم وتطويره. بل: إنهم أصحاب الفضل الأول بعد القرآن في خلق هذا الوعي التاريخي وتطويره وتثقيفه بين أهله ــ كسليم بن قيس ومحمد بن إسحاق المطلبي ــ حتى جعلته يحتل الصدارة في هذا العلم. ولذا كان لزاما أن نعرّج على مدرسة الإمامة، ونهبط عند أعتاب باب مدينة علم النبوة، وأن نجلس بين أروقة مدرسة أمير المؤمنين عليه السلام لنفهم كيف هو التاريخ عنده، حركة وسنة؟. المبحث الأول: حركة التاريخ عند الإمام علي عليه السلام يتخذ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام من حركة التاريخ وسيلة لتقويم السلوك الإنساني وأداة لإصلاح المجتمعات؛ هذا الإصلاح الذي لا يتم إلا من خلال إصلاح أفراد المجتمع أو الأمة كما يعبر عنها القرآن الكريم. وتمتاز علاقة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بحركة التاريخ عن غيره ممن يهتمون بالتاريخ بأنه عليه السلام يتعايش مع هذه الحركة وكأنه عنصرٌ من عناصر هذه الحركة، وواحد من مكوناتها، فما أن مرّ على أمة من الأمم تحدث عنها وكأنه أحد أفرادها المبصرين بأحوال أمته. ولذا لم يكن ــ حينما يتحدث عن هذه الأمة أو تلك ــ بالرجل القاص، أو الراوي المتسلي؛ وإنما هو الرجل المعايش لهذه الأمة والعارف بعوامل نهوضها، أو اندثارها، المتبحر في أخلاقها وسلوكها. ومن هنا: نجده يحثّ على التعامل مع التاريخ تعامل المرشد، والمصلح، والمقوّم لحركة الإنسان الدنيوية والأخروية؛ مما جعل بعض الباحثين ينظرون إلى هذه العلاقة بأنها (علاقة وعظية)( )، أي أن الغالب في حديثه عليه السلام عن التاريخ هو الوعظ. في حين أنه عليه السلام لم يكن ليخالف المنهج القرآني والنبوي ــ الذي عرضناه ــ في بيان حركة التاريخ وسننه، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته بشكل واضح في خطبه وحديثه عن حركة التاريخ وسننه.

Summary
وبعد: فإن من عوامل رقيّ الأمة ودوام نهضتها ونشر حضارتها هو الإحاطة بحركة تاريخها والتسلط على كوامن أخبارها والتأمل بحوادث أسلافها والتوقف عند أفعالها وفهم أحوالها وإدراك معاني أقوالها ودراسة سلوكياتها. كما أن بناء الأمة لا يقوم إلا بمنهاج الاعتبار من سنن تاريخها وتجنب الوقوع في فخاخ فتنها والاقتداء بأخيارها وتشخيص فجارها ونبذ سلوك أشرارها. عند ذلك سيكتب لها البقاء وسيعم على أجيالها الرخاء ويقيهم كيد الأعداء؛ بل إن ذلك سيجعل للحضارة دلالة على التحضر وطريقاً إلى التمدن. وما ينال ذلك إلا بالسفر إلى معين المعرفة، ومنهل العلوم المختلفة، ومورد الظمآن لمعرفة مكامن الحكمة والتجلبب بجلباب العزة، وهما القرآن والعترة. فإليهما شددنا الرحال وفي باحة عزهما ألقينا عن ظهورنا أثقال الجهل وفككنا أزرار مدارك الفهم صامتين مستمعين متأملين ومفكرين وللمزيد من فضلهم ملتمسين (( وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ))( )، فما خاب ظننا ولا أخطأنا في وجهتنا بل قادنا اليقين وأخذ بحجزتنا العقل والقلب والدين؛ فمن شأن الكريم الإعادة ومن شيمة الجواد البذل والزيادة. فمنّوا علينا بهذه المباحث، ولاسيما بضعة الهادي الأمين وسيدة نساء العالمين فاطمة وحسبي بها كرماً وهي أم رحمة الله للعالمين. ناهيك عن جود ابن عمها وباب مدينة علم أبيها علي أمير المؤمنين عليه السلام فقد أغرقنا بفضله ومنّ علينا بلطفه كما منّ سليمان على شيعته إذ قال له ربه: ((هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) ( ). فمن القرآن والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كانت بداية بحثنا وعند علي وفاطمة كان مستقرنا ومستودعنا لنضع بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب.

Excerpt
يشغل التاريخ حيزاً واسعاً في علوم أهل البيت عليهم السلام، والسبب في ذلك يعود إلى اهتمام القرآن أولاً بعلم التاريخ، وثانياً لكونه مدرسة كبيرة لمن أراد أن ينطلق لبناء الحياة الدنيا وينجو في الآخرة. فالتاريخ كما يعرضه القرآن والعترة: هو خزين لتجارب الأمم مع الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين بعثوا إلى هذه الأمم، والتاريخ هو ساحة للصراع بين الخير والشر، وهو نماذج عديدة ومتنوعة من العقول البشرية، ورصيد ضخم من الفكر السياسي والقيادي لهذه الأمم، ناهيك عن تجارب في الاقتصاد كما في قضية يوسف أثناء توليه خزانة مصر. ((قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)) ( ). وفي الاجتماع وعوامل رقيّه وفساده كقوم لوط. ((وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ))( ). وفي الوعي الثقافي والفكري كقوم إبراهيم في أرض بابل حينما كانت الاتجاهات العقائدية والفكرية متنوعة بين عبادة الشمس والقمر والنجوم. ((فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) ( ). وبين عبادة الأصنام؛ ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))( ). وبين قدرة إبراهيم عليه السلام في نفوذه إلى تلك العقول بعقيدة التوحيد فمرة ينفذ إلى عقول معتقدي عبادة الأصنام فيكسرها إلا كبيرهم...

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.